ينظر المجتمع العربي الحالي نظرة لا تليق بالبحث العلمي من حيث أولويته على كثير من الأنشطة والمجالات، وربما يتعلق ذلك بالتنشئة الاجتماعية التي أكسبت الجماهير العربية الحالية هذه النظرة السلبية نحو البحث العلمي، وأصبح الناس غير مدركين لخطورة تدهور البحث العلمي العربي، وتأخره عن ركب الحضارة. إن المجتمعات في الدول المتقدمة تدعم المؤسسات البحثية ماديًا ومعنويًا، ولا يمكن أن تبخل عليها بالمال أو الإمكانيات، أو حتى الدعم اللفظي، حتى إنه في كثير من الأحيان تنظم المسيرات والتجمعات مطالبة الحكومة بالإنفاق بسخاء لإجراء المزيد من البحوث العلمية في مجالات التنمية التي ينشدها الوطن.
وهنا يجب أن نثني كثيراً على ما تقوم بها الجماهيرية العظمى بإيفاد إلزامي لأعداد كبيرة من الباحثين وطلاب الدراسات العليا للحصول على الماجستير والدكتوراه من جامعات أوربا وأمريكا بهدف دعم القاعدة العلمية داخل الجماهيرية ونقل التقنيات والعلوم المتقدمة، علاوة على ذلك إعداد الكوادر البشرية العلمية القادرة على حمل لواء التقدم العلمي داخل الجماهيرية وخارجها على المستوى العربي.
المصدر : مقال علمي للدكتور / صلاح الدين عبد الرحمن الصفتي
بعنوان : البحث العلمي في الوطن العربي… إلى أين؟